الخميس، 8 فبراير 2018

كلا حب حزين 2018

كلام حب حزين






تجمعنا الأيّام وتأخذنا الأحلام، نطير في فضاء الكون، ونحلّق بين ثنايا السّحاب، نضحك ونمرح ونحبّ ونعشق، وتأخذنا الأحلام. 

أصبحنا نلتقي بأناسٍ لا نعرفهم، ونعيش معهم أحلى وأجمل أيّام حياتنا، نمشي معهم في طريقٍ واحد، نخطّ عليه بأقدامنا أجمل الأسرار التي في حياتنا. 

ويأخذنا الكلام، حتّى يطلع فجر يومٍ جديد، لنحزم أمتعتنا ونطير من جديد، وتأخذنا الأحلام حتّى نستيقظ على واقع مرير، لنفتح أعيننا وكأنّنا في عالم جديد، وكأنّ الّذي عشناه مجرّد أحلام.

إلى أين يسير بنا الطّريق؟ إلى بقايا مبعثرة؟ أم إلى صرخه مخنوقة؟ ورحلة مجهولة؟ 

هذه الذّكريات تكاد تقتلنا، لا مفرّ من شاطئ الذّكريات؛ حيث قطعنا مسافات ومسافات كي نصله. 
أسماؤنا وبقايا أنفاسنا وأسراب العصافير الّتي تحط وتطير، كلّ هذه ذكريات تولّد حزناً وحريقاً في القلب والروح، وفي صمتنا المجروح وأصابعنا الّتي نقشت على الحجارة أسماءنا و قصائدنا الّتي تغنّينا بها سويّآ. وحقائبنا الّتي حملت أسرارنا، وكلامنا الّذي يخرج من القلب، وطريقنا الّذي اكتشفناه سويّآ

ها نحن نبدأ لنجمع دموعنا على أثر ذلك الطّريق، نواسي أنفسنا بأنفسنا حتى نملّ، وما في اليد حيلةٌ أبداً، فنحن في دنيا كلّ يوم فرح يمضي فيها وكأنّه حلم كبير نعيشه ساعاتٍ طويلة، وهو في الواقع مجرّد ثوانٍ، وكم من ثانية مرّت في حياتنا دون أن نشعر بحلاوتها؟! من نلوم أنلوم الأيّام ؟!...أم نلوم أنفسنا؟؟

وماذا أصبح يفيد اللوم؟؟ ولكن نبقى على أمل أن يتذكّرنا من أحببناهم وعشنا معهم، فلا نريد منهم إلّا الذّكرى ،وحتّى هذه الأمنية تبقى مجرّد أحلام. 
إني أشكو ما بين يدي، أشكو من نظر عيني، أشكو من ذلك الناي، أشكو من جرح يلاحقني بين أوقاتي، يكسو أيّامي بزهور الجوري الشوكيّة. ساعديني أيّتها الحياة ، إنّني فقيدة النّفس، نفسي أتدرين أنّها من رائحة اليأس، اليأس يتخلّلني في نفسي. 

إنّي أعتصر المرّ من عيني، هنا كان مجلسه، هذا فنجان قهوته، باتت بأحضاني سيجارته، أشتمّ عبق أنفاسه المنثورة، ألحق طيّات وجهه المهجور، أتتبّع خطواته المنسيّة، ما زالت عالقةً في ذهني خطاباته، واعتنقت أذاني همساته، واحتضنت رياحي شراعاته، أتلمّس ملامحه الورديّة، ليتني أعود بذاكرةٍ منسيّة وممحيّة ولا أذكر تلك الزّهور العطريّة. 

أما زلت منتظراً أحداقي؟ أما زلت تلتقط أوراقي؟ أتريد أن تجني أشواقي؟ اذهب الآن فقد أتعبَتني وأرهقَتني ذكرياتي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة