الخميس، 13 أبريل 2017

قصة أصحاب الأخدود الحلقة الثانية

[
بسم الله الرحمن الرحيم




     تحدثنا في الحلقة الماضية عن الملك الذي له ساحر يخدع الناس به والساحر كبر في السن وارسل للملك ليرسل له غلام يعلمه السحر وهذا الغلام كان زكيا وأعطاه الله الحكمة ، وذكرنا أيضا الراهب الذي يذكر الله وكان يجلس معه الغلام  وذكرنا أيضا قصة الغلام مع الدابة وذكرنا أن هذا الغلام أجرى الله في يده كرامات فكان يبره الأعمى والأبرص ، الأعمى المولود أعمى يمسح على وجهه ويدعو الله عز وجل فيشفيه الله عز وجل ويمسح على الأبرص فيشفيه الله عز وجل والمريض يدعو له فيشفيه الله عز وجل ، فسمع بهذا الأمر رجل يجالس الملك صاحب للملك ، سمع أن هناك غلام يرجع البصر لصاحبه فناداه وجاء إليه وكان أعمى قال له يا بني سمعت أنك تشفي وترجع البصر لصاحبه فإن أرجعت إلي بصري فليس هناك أحد سيعطيك من الأموال غيري أعطيك ما تشاء من أموال ومن ذهب ومن فضة وما درى هذا المسكين أن الغلام لا يريد أموالا ولا ذهبا ولا فضة هو كل ما يريد أن يؤمن الناس بالله رب العالمين ،



فقال له الغلام أنا لا أشفي ولا أرجع بصرا لأحد من الناس ، قال له الرجل الناس يقولون أنك ترجع البصر ، فقال له الغلام الأمر غير صحيح ، فقال له الرجل ما هو الصحيح ؟ فقال الغلام الصحيح أن الله عز وجل هو الشافي أنا أدعوه فيشفيك فإن شئت آمن به أدعو فيشفيك ، فقال الرجل من هو الله ؟ فعرف الغلام ذلك الرجل من هو الله ، الغلام أصبح أشجع من الراهب ، الراهب متخفي لكن الغلام فيه قوة حماس وإيمان بدأ يبلغ هذا الدين ما همه أن هذا جليس الملك ، فآمن جليس الملك بالله تعالى وكفر بالملك فإذا بالله عز وجل يمسح على وجهه فيبصر مرة أخرى جليس الملك أبصر فزاد إيمانه بالله وأيقن أن الغلام على حق وأن الملك على الباطل وفرح فرحا شديدا على هذه النعمة وكان على عهده ووعده وآمن بالله .

مرت الأيام والملك زار هذا الجليس فلما جلس عنده قال يا فلان أتبصر ؟ قال نعم ، ألم تكن أعمى ! من رد عليك بصرك ؟ قال ربي ، قال الملك يعني أنا ؟ قال لا ربي وربك الله رب العالمين ، قال الملك ماذا تقول ؟ فأمر جنوده ومسكوه وأدخلوه القصر وضربوه ، كان هذا الرجل صاحب عمره وجليسه لكن الكافر ليس له صاحب ، فأمر الجنود أن يعذبوه ليرجع عن دينه فما رجع فعذب ليخبر عن من علمه هذا ، فإذا به يبوح بالسر وذكر الغلام وأسمه ، فقال الملك الغلام الذي ذهبنا به ليتعلم السحر ويثبت ديننا هذا الغلام يفعل فينا هكذا فأتوني بهذا الغلام ، فأتوا بالغلام فسأله الملك ألك رب غيري ؟ قال الغلام نعم ربي وربك الله رب العالمين ، فأمر الملك يأمر جنوده أن يضربوه ويجلدوه ويعذبوه نعم لكنه الصبر " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " صبر الغلام على دينه وما تراجع لكنه عندما عذب أخبر عن الراهب ، فأتوا بالراهب هو الأصل الذي علم الغلام ، جليس الملك والغلام والراهب الأن مع الملك ، والراهب يعذب عذابا ولم يتراجع عن دينه أبدا حتى أمر الملك أن يشق الراهب نصفين وفعلا جيئ بالمنشار وشق الراهب نصفين وقتل أمام الجليس الذي للتو أبصر والغلام " أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ " كم من إنسان على وجه هذه الأرض قتل في سبيل الله كثيرون أنبياء ذبحوا ، زكريا عليه السلام نشر بالمنشار ويحيى إبنه عليه السلام قطع رأسه وهو يصلي " وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ  " نشر الراهب ومات ، فرجع الملك الأن الى جليسه قال له ترجع عن دينك ؟ لتو أبصر للتو بدأ يرى نعيم الدنيا وملذتها وعنده فلوس وخيرات هل يخسر هذا كله لكي يؤمن بالذي خلقه ؟ نعم لأنه دين يوافق الفطرة لأنه الدين الحق لأنه الله رب العالمين ، ضرب وعذب ولم يتراجع فجئ بالمنشار على رأس جليس الملك فقطع رأسه أمام الغلام ، قتل الملك الراهب والجليس صاحبه وبقي الغلام ويخلص وينتهي كل شئ ، فقال له الملك أترجع ؟ بس هو ما يريد أن يقتله لأنه ليس كمثل أحد هذا خليفة الساحر وإذا قتله ضاع ملكه وكذبه على الناس ، قال أترجع ؟ قال لا قال سأقتلك ، قال أقتلني ، هل صبر هذا الغلام ؟ هل تحمل التعذيب ؟ هل قتله الملك أو لم يقتله ؟ ماذا حصل مع الغلام  من أحداث مع هذا الملك؟  ما الذي جعل هذا الغلام يصبر هذا الصبر ؟ كل هذا سنعرفه إن شاء الله في الحلقة القادمة لنا وإياكم موعد نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...



مع تحيات أحمد


0 التعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة