السبت، 25 مايو 2013

كابوس التوبة ... قصة حقيقية .


مسكينة ..... 
تبدو على وجهها خطوط الزمن ...وتجاعيد الأيام كم حملت على ظهرها 
هموم العمر...... حتى غدا منحنياً كالعرجون القديم .......... 
دخلت غرفتها القديمة .... كل شيء فيها قديم ... 
السرير ... الغطاء ... الثياب ..المبخرة ..الطيب ... 
استخرت على السرير وأطلقت من صدرها زفرة ...حدثت نفسها .. 
( رحمك الله يا أبا سامي تركتني وحيدة في هذا الزمن العاق مع هذا الإبن 
العاق آه...لو تعلم ماذا يفعل ابنك بأمه ...... 
أتذكر يا أبا سامي كم تعبت في حمله كلها آلام وتعب ....ووهن وضعف 
أتذكر كم فرحنا بولادته ورجونا الله عز وجل أن يكون صالحاً.... 
أتذكر كم كنا نجوع لنطعمه ...ونعري لنكسوه ...لقد كنت تلبي جميع 
طلباته الكثيرة .. 
(رحمك الله يا أبو سامي ..لقد كنت حنونا ) 
وبينما كانت الأم المقهورة ... 
تتذكر أيامهاالسعيدة مع زوجها الراحل ...فتح الباب بشدة ... 
(( اغسلي ثوبي ....فثوبي متسخ )) 
(( إني متعبة يا بني .... سوف اغسله غدا ... إن شاء الله )) 
أمسك بيدها ... وأوقفها بالقوة ونهرها ...كانت سريعة الدمعة .. 
(( ألا تكفين عن البكاء )) ؟؟ 
قالت : (( هات ثوبك يا سامي .... سوف أغسله الآن يا بني )) 
ومضت المسكينة .. تسحب رجليها وتتعثر بخطاها .... 
دمع عينها يتساقط على ثوب العقوق ..... تخرج من قلبها زفرات 
ومن صدرها آهات .... 
لسانها يتحرك !!!! 
سوف تدعو عليه دعوة تفتح لها أبواب السماء .... 
دعوة أم .... دعوة مظلومه ...ليس بينها وبين الله حجاب ... 
دعوة ...تفسد العاق دنياه وآخرته ... لسانها يتوقف ؟ 
فقلبها حنون ... تمسح دمعتها ..وتبلع غصتها ...تتمتم في خشوع.. 
(( الله يهديه ... الله يهديه )) 
أما هو فدخل غرفته كالشيطان ثم أقفل الباب بقوة ... فدوى صوته 
في أركان البيت .. . 
نام ...مثل الدابة . 
وأبتدأ شريط الأحلام ....حلم بأن أمه ماتت .... 
الناس يعزونه ... 
وهو غير مصدق دموعه كالسيل .... 
يحملونها إلى المقبرة ....الناس كثيرون يشيرون إليه ... 
لقد ارتاحت من هذا الابن العاق ...... 
(( من ينزلها إلى قبرها )) ؟ 
تقدمت طردوني ... أبعدوني .... تركوا الجنازة .... 
طردوني خارج المقبرة ... وأخذوا يطردوني خارج المدينة ... 
إلى خارج الدنيا ..... 
قمت من نومي مذعوراً ...صرخت ... 
لا تموتي .. وارفقي بي .. يا حبيبة ... 
أنظريني ... أعذريني ...سامحيني ..أمهليني يا حنونه لا تموتي ... 
وأنظري ماذا سوف أفعل .. سأقبل رأسك الحاني علي .. 
سوف ألثم وجنتي تحت هذين القدمين .. 
كم جازيتك بعد وهنك ألوان العقوق .. كم صرخت بوجهك الصافي 
ما أفظع ذنبي .... سا محيني 
قبلما تلقين ربي سوف تنسين الدموع الحارقة سوف تنسين يدي الخاطئة 
لن تلاقي اليوم ضربا و عذابا .... 
لن أقول ... أف ‍‍‍‍!!! 
سأصلي صدقيني ... 
سوفأمضي للصلاة سأصلي يا حياتي 
سوف آخذ مصحفا ....أتلو عليك ... فيفيض الدمع من مقليتك .. . 
اشتميني ...... 
اقتليني .. 
لكن قبل ذلك .... سا محيــــ ـــني 
لا تمـــوتي ...... لا تمــــوتي 
تدخل الأم باكية ...تفتح النور ... الثوب بيدها 
تصرخ .... 
(( سامي حبيبي ..... أنا لم أمت )) (كتاب الميلاد الجديد)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة